أفضل تحليل لنص جون بيير فرنان "الفلسفة في مواجهة الأسطورة"

أفضل تحليل لنص جون بيير فرنان "الفلسفة في مواجهة الأسطورة"

أفضل تحليل لنص ج. ب. فرنان "الفلسفة في مواجهة الأسطورة"

نص الفلسفة في مواجهة الأسطورة لجون بيير فرنان من كتاب في رحاب الفلسفة للجذع المشترك
تحليل نص الفلسفة في مواجهة الأسطورة


عزيزاتي التلميذات أعزائي التلاميذ، سنحاول هنا تقديم تحليل مفصل لنص الفلسفة في مواجهة الأسطورة للكاتب والمؤرخ الفرنسي جون بيير فرنان، وهذا النص يأتي ضمن برنامج مادة الفلسفة للجدع المشترك جميع الشعب سواء الشعب العلمية أو الأدبية، ويأتي ضمن مجزوءة الفلسفة خاصة المحور الأول منها بعنوان نشأة الفلسفة، وهو نص مقتطف من كتاب الأسطورة والمجتمع في الإغريق القديمة لجون بيير فرنان، وسنحاول من خلال هذه الفقرة تحليل هذا النص تحليلا مفصلا وذلك من خلال الوقوف أولا عند صاحب النص، ثم بعدها الاشكال والأفكار ثم المفاهيم الأساسية لهذا النص، وسنحاول في الأخير الخروج بتركيب أو استنتاج لهذه المقالة، ولابد من الإشارة أعزائي التلاميذ بأن هذا التحليل لا يعتبر نهائيا وبالتالي أدعوكم إلى قراءة تحليلات أخرى من أجل الاستفادة أكثر، ويمكنكم الإطلاع على مضمون النص من هنا.

مكونات تحليل نص جون بيير فرنان

إن تلاميذ الجدع المشترك تمثل لهم هذه السنة هي أول لقاء لهم مع الفلسفة، وبالتالي لا يعلمون طريقة تحليل النصوص الفلسفية، وبالتالي هنا سنحاول أن نقدم لكم مساعدة في تحليل نص جون بيير فرنان من كتاب في رحاب الفلسفة لتلاميذ الجدع المشترك، وهناك نقطة مهمة قبل بداية التحليل، وهي قراءة النص قراءة جيدة ومتأنية، ولذلك حاولنا نقل النص وتقديمه لكم ضمن هذا المقال، لذلك فأول ما ستجدونه هو مضمون نص الفلسفة في مواجهة الأسطورة، وبعدها نتعرف على صاحب النص وأهم مؤلفاته وكتبه، ثم الوقوف عند إشكال النص، وأفكاره ومفاهيمه المركزية، ثم أطروحته التي هي عبارة عن فكرة عامة للنص وهي جواب عن الإشكال المطروح، ثم بعده الحجاج وفي الأخير الخروج باستنتاج أو خلاصة للتحليل.

شاهد أيضا



التعريف بصاحب النص" جون بيير فرنان"

جون بيير فرنان هو كاتب ومؤرخ فرنسي معاصر، ولد في 4 يناير 1904 وتوفي في 9 يناير 2007 بفرنسا، وهو أحد المقاومين اليساريين المتميزين ضد النازية، اهتم بالفكر الفلسفي اليوناني وأصوله، ويعود له الفضل في تجديد الدراسة حول اليونان القديمة، وذلك بفضل منهجه المقارن والأنتروبولوجيا التاريخية، من أهم مؤلفاته، "أصول الفلسفة الإغريقية"، "الأسطورة والفكر عند الإغريق"، "أصول الفكر اليوناني"، "الكون والله والإنسان"، "حيل الذكاء"، له العديد من الجوائز، ن بينها ميدالية المركز الوطني للبحث العلمي الذهبية، وجائزة الاتحاد العقلاني.

إشكال النص (السؤال الذي يجيب عنه النص)

إن إشكال النص هو عبارة على سؤال أو مجموعة من الأسئلة  التي يحاول النص الإجابة عنها من خلال الأفكار التي تم إدراجها في ذلك النص، وبعد قراءتنا لهذا النص يتبين أن جون بيير فرنان يحاول أن يقدم إجابة عن التساؤلات التالية: ما هي أوجه التقابل بين الميثوس واللوغوس؟ بمعنى آخر: ما الذي يميز التفكير الفلسفي عن التفكير الأسطوري؟ وكيف ارتبطت نشأة الفلسفة بالقطع مع التفكير الأسطوري؟


المفاهيم المركزية في النص

الميثوس Mythos: هي كلمة يونانية تعني الأسطورة وهي مجموعة من الاعتقادات والتصورات والحكايات والقصص الخيالية للإنسان حول ذاته والطبيعة ونشأة الكون والآلهة وعن أعمالهم وصراعاتهم ومناطق نفوذهم، كقولنا مثلا: المطر هو دموع الآلهة.

اللوغوس Logos: هي كلمة يونانية تعني الخطاب بما هو قول منظم ومتماسك، وتعني المبدأ والعقل والعلم، ويأتي اللوغوس في مقابل الميثوس.

الشروط Condition: وهي الظروف أو الحالة التي لولاها لما حدث الشيء أو الظاهرة، أي ما يتوقف عليه وجود الشيء، ويقصد بها في النص مجموع المكونات (الثقافية والسياسية والاقتصادية..) في الحضارة اليونانية القديمة، التي كان لها تأثير مباشر وفعال في نشاة الفلسفة.

الأنطولوجية Ontologie: هي علم الوجود أو مبحث الوجود الذي يهتم بدراسة الوجود وإشكالاته، فبداية التأمل الفلسفي اتجهت صوب "الوجود"من خلال التساؤل حول معنى الكون وحقيقته وأصله.

الإستدلال: هو عبارة عن قول منطقي يعتمده الفيلسوف والعالم لإثبات فكرة ما أو الإقرار بنتيجة معينة.

البرهان: هو تفسير يقوم على الحجج العقلية وفق منهج استدلالي صارم، وبمعنى آخر هو قول ينبني على مقدمات يقينيةتترتب عنه نتيجة متضمنة في المقدمات.

الأفكار الأساسية في النص

يشير النص إلى مجموعة من التقابلات بين الفلسفة والأسطورة، والتي تعبر عن الانتقال الذي عرفته بلاد اليونان من حيث التفكيرنتيجة حدوث مجموعة من التحولات في العالم الذهني للإغريق، ويمكن أن نبين مضمون الانتقال من الأسطورة إلى الفلسفة من خلال الجدول التالي:

مجال الأسطورة = الميثوس Mytos

مجال الفلسفة = اللوغوس Logos

خطاب شفوي

خطاب مكتوب

غياب القواعد

مجموعة من القواعد

المحاجة، البلاغة، المجاز/التشبيه

تجريد المفاهيم

فكر بلاغي خيالي

الاستدلال والاستنتاج الرياضي

الحكي والسرد

الحجة والبرهان

فاعلية القوى الإلهية

الكيانات المجردة

التوجه إلى وجدان المستمع (اللذة)

التوجه إلى الفكر النقدي لدى القارئ


العوامل السياسية ودورها في ولادة الفلسفة

يتحدث النص عن تظافر مجموعة من الشروط التي تفاعلت مع بعضها البعض، فأحدثت تغييرات عدة في العالم الفكري للإغريق، ومن بين أهم تلك العوامل نجد العوامل السياسية، ففي كتاب "بين الأسطورة والسياسة" أبرز الفرنسي جون بيير فرنان أن ظهور المدينة لأول مرة في تاريخ البشريةجعل من المستحيل الحسم في القضايا المشتركة بين العاس واتخاذ القرارات المتعلقة بالمصلحة العامة،إلا بعد نقاش وسجال علني، مدعم ببراهين وحجج، فقد أصبح التعبير عن الرأي في قضايا الشأن العام، حق مشروع لكل مواطن من مواطني الدولة المدينة، وذلك من خلال المشاركة بصوته في الساحة العمومية التي كانت تسمى بالأغورة AGORA، والتي شكلت مركزا إداريا وتجاريا ودينيا في المجتمع الإغرقي، تتخذ فيه القرارات الأساسية في اليونان، وقد ساهم النظام الديمقراطي بدوره في إحدات تغييرات في العالم الفكري للإغريق، فهذا النظام حرر المواطن من الخوف من السلطة السياسية عندما يريد مزاولة حقه في التعبير عن رأيه في قضايا الشأن العام، وهذا ما نتج عنه نوع من النقاش والحوار العقلي البرهاني، إذن باختصار فقد ظهرت الفلسفة عند اليونان نتيجة مجموعة من الشروط من اهمها العامل السياسي، الذي يتجلى بالأساس في انتقال الحكم من النظام الأوليغارشي (حكم الأقلية) إلى النظام الديمقراطي (حكم الأغلبية)، الذي تميز بحرية التعبير وطرح كل القضايا للنقاش العلني.

أطروحة نص جون بيير فرنان

يتحدث جون بيير فرنان في هذا النص عن تفاعل مجموعة من الشروط والعوامل الثقافية والسياسية والاقتصادية...، والتي ترتب عنها تغيير هام وتوترات وقطائع في العالم الفكري الإغريقي، الذي عرف انتقالا من تفكير اسطوري شفوي خرافي يعتمد الحكي والسرد، إلى تفكير عقلاني مكتوب يعتمد على البرهان والحجة، بمعنى الانتقال من نمط تفكير يعتمد السرد والخيال والأسطورة إلى نمط آخر يعتمد الاستدلال والبرهان والحجة العقلية،وهما نمطين متناقضين، بحيث لكل منهما منطق تفسير خاص به تجاه الانسان والعالم، وانطلاقا من ذلك يمكن القول أن الفلسفة ظهرت في رحم الأسطورة، بحيث اتخذ هذا الظهور شكل التقابل بين الميتوس واللوغوس.

حجاج نص جون بيير فرنان

لإقناعنا بأطروحته هذه وظف صاحب النص مجموعة من الأفكار والحجاج التي شكلت الهيكل الاستدلالي لأطروحته من بينها: أسلوب التقابل: بحيث يقابل صاحب النص بين الميثوس كخطاب شفوي يقوم على السرد الأسطوري، وبين اللوغوس كخطاب فلسفي عقلاني مكتوب يقوم على البرهان والدليل المنطقي، ثم أسلوب الوصف، بحيث عمد إلى وصف مجموعة من المميزات والخصائص التي تميز كل من الفلسفة والأسطورة، ثم في الأخير أسلوب الاستنتاج: بحيث خرج بخلاصاتلتقابلات التي قام بها بين التفكير الأسطوري والتفكير الفلسفي.

خلاصة تحليل نص جون بيير فرنان

نستنتج مما سبق أن نشأة الفلسفة تعد حدثا تاريخيا حضاريا اغريقيا، ارتبط بنظام سياسي جديد وبنية ثقافية جديدة، فما كان من الممكن الحديث عن نشأة الفلسفة لو لم يتم تجاوز التفكير الأسطوري، القائم على الحكي والسرد الخيالي والأدب الشفوي والمحاجة البلاغية...، إلى التفكير الفلسفي القائم على البرهان واالحجة العقلية والاستدلال والاستنتاجات الرياضية، فالأسطورة لم تعد قادرة على تفسير المتغيرات الجديدة في المجتمع اليوناني القديم، وبالتالي لابد من نوع جديد من التفكير، وهو التفكير الفلسفي والذي ظهر نتيجة تظافر مجموعة من الشروط من أبرزها العامل السياسي والذي تجلى قي النظام السياسي الإغريقي الذي كان ديمقراطيا يسمح بالحوار والجدل والسجال في كل القضايا وخاصة المتعلقة بالشأن العام.

مواضيع مفيدة

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-