أفضل تحليل لنص "بداية فعل التفلسف" لفريدريك نيتشه

أفضل تحليل لنص "بداية فعل التفلسف" لفريدريك نيتشه

أفضل تحليل لنص "بداية فعل التفلسف" لفريدريك نيتشه

المحور الأول نشأة الفلسفة مجزوءة الفلسفة للجذع المشترك تحليل نص فريدريك نيتشه بداية فعل التفلسف
محور نشأة الفلسفة


إننا من خلال هذا الموضوع سنحاول التطرق للنص الثاني من الكتاب المدرسي في رحاب الفلسفة لتلاميذ الجدع المشترك، وهو نص بداية فعل التفلسف، للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، ويمثل هذا التحليل هو أفضل تحليل لهذا النص لأننا من خلاله سنتوقف عند التعريف بصاحب النص، ثم بعدها التوقف عند المفاهيم والأعلام الأساسية في النص وذلك من أجل التعرف عليها، باعتبار المفاهيم هي مفاتيح للنص، ثم الوقوف عند أهم أفكاره وكذلك أطروحته وحجاج النص، طبعا هذا يتم بعد الوقوف عند الإشكالية التي يعالجها هذا النص، والتي تخص بداية فعل التفلسف، وفي الأخير سنختم الموضوع باستنتاج أو خلاصة، لكن عزيزي التلميذ عزيزتي التلميذة، فهذا التحليل لا يغني عن الدروس التي يقدمها الأستاذ بحجرة الدرس، وإنما هذا التحليل هو فقط للإستئناس.

محتويات الموضوع

  1. التعريف بصاحب النص.
  2. مفاهيم وأعلام النص.
  3. تحليل أفكار النص.
  4. إشكال النص.
  5. الفكرة العامة للنص أو الأطروحة.
  6. البنية الحجاجية للنص.
  7. استنتاج.
  8. خلاصة تركيبية لمحور نشأة الفلسفة.

التعريف بصاحب النص

فريدريك نيتشه ولد سنة 1844 وتوفي سنة 1900 هو أديب وفيلسوف ألماني، بدأ بنشر المقالات الفلسفية عندما كان طالبا بالجامعة، اهتم بالبحث في أصل الأخلاق والقيم، باعتبارها معطى تاريخي محكوم بإرادة القوة، وبذلك عمل على نقد كل نزعة أخلاقية، ويصنف عادة من فلاسفة ما بعد الحداثة، وذلك لنقده للتراث الفلسفي الغربي عامة مند سقراط إلى حدود الفلسفة الحديثة، وقد عمل كأستاذ بكلية بازل، ومن أهم مؤلفاته "إرادة القوة"، جينيالوجيا الأخلاق" "ما وراء الخير والشر"، "هكذا تكلم زرادشت"، "ميلاد التراجيديا"، "أفول الأصنام"، "العلم المرح".

شاهد أيضا


مفاهيم وأعلام النص

ينطوي هذا النص على جملة من المفاهيم الأساسية، التي مثلت أساسا لبناء هذا النص، وهذه المفاهيم هي التي تمثل مفتاحا لفهم واستيعاب نص الألماني فريديك نيتشه "بداية فعل التفلسف"، ونذكر منها:

  • المبدأ أو الأرخي: وهو الكامن وراء الظواهر والأشياء، كما يعني الأساس الذي تقوم عليه فكرة ما.

  • الأصل:  هو المصدر والأساس الأول لتشكل الأشياء ووجودها.
  • المسلمة:  قضية لا تتم البرهنة عليها يسلم بها العالم أو الفيلسوف ولنبني على أساسها برهانه على قضية أو نظرية ما، مثال (من نقطة خارج مستقيم لا يمر سوى موازي واحد، الكل أكبر من الجزء).
  • الفرضية:  هي فكرة مؤقتة يضعها العالم ليفسر بها ظواهر طبيعية معينة، وقد تصبح قانونا علميا إذا تم إثبات صدقها بفعل التجربة.
  • الحدس: وهو الإدراك العقلي المباشر لموضوع ما دون تدخل وسائط معينة، بمعنى هو معرفة يقينية مباشرة بدون وسائط.
  • طاليس: فيلسوف وعالم يوناني، وواحد من الحكماء السبعة ومن رواد المدرسة الملطية/الأيونية، عاش خلال القرن السادس قبل الميلاد بين سنتي 640و662 ق.م تقريبا وقد عرف بقوله الماء أصل كل الأشياء.

 تحليل أفكار النص

 تمثل فكرة "الماء أصل كل الأشياء"، فكرة غريبة عند اليونانيين القدامى، وبها ارتبطت بداية الفلسفة، ونظرا لأهمية هذه الفكرة وقيمتها، فإنها تستحق الوقوف عندها ودراستها، لذلك سنعتمد في تحليلنا لهذه الفكرة على الجدول التالي:


وضع طاليس

السبب

التعليل

يمثل أحد مفكري (الخرافة، الدين)

لأن مسلمة طاليس تتناول بطريقة أو بأخرى أصل الأشياء

التفكير الخرافي والديني يتطرق أصل الأشياء

هو أحد علماء الطبيعة

مسلمة طاليس بعيدة عن السرد الخيالي في تطرقها وتناولها للأشياء

تطرق العلم لأصل الأشياء وتناوله لها يكون بعيدا عن السرد الخيالي وبدون صور

هو الفيلسوف اليوناني الأول

فكرة الكل واحد متضمنة في مسلمته ولو بشكل أولي

فانطلاقا من مبدأ الكل واحد يتطرق التفكير الفلسفي لأصل الأشياء

 

إشكال النص

من وجهة نظر الألماني فريدريك نيتشه ما الذي يجعل من طاليس أول الفلاسفة؟ وما الذي يمكن أن يدفعنا إلى ربط بداية فعل التفلسف بفكرة "الماء كأصل لجل الأشياء"؟

 الفكرة العامة للنص (أطروحة

إن فكرة طاليس "الماء أصل كل الأشياء" هي التي جعلت منه أول فيلسوف في نظر الألماني فريدريك نيتشه، لأنها عبارة عن مسلمة تطرقت لأصل الأشياء بعيدا عن الأسطورة والسرد الخيالي، ثم لأنها تمثل المبدأ "الأرخي" عند طاليس، فمبدأ "الكل واحد"، يعني إرجاع تعدد مظاهر الكون "الكل" إلى عنصر واحد منظم لها، وبالتالي تفسيرها من خلال هذا العنصر،  وبهذا تكون الفلسفة قد نشأت مع اليوناني طاليس خلال القرن السادس قبل الميلاد.

البنية الحجاجية للنص

وظف صاحب النص جملة من الأفكار والأساليب الحجاجية التي شكلت الهيكل الإستدلالي لأطروحته، من أهمها: بتوضيحه (التوضيح) لفكرة أن الماء أصل كل الأشياء، مع تقديم الأسباب التي منحت لهذه الفكرة قيمة في تاريخ الفكر البشري، ويمثل طاليس نموذجا للفلاسفة الطبيعيين في نظر صاحب النص، ثم في الأخير خرج ياستنتاج (الاستنتاج) يقر من خلاله أن بداية الفلسفة ارتبطت بالتفكير في دلالة ومعنى المبدأ "الأرخي" عند الفيلسوف، والذي يعني تفسير كل ظواهر الكون بإرجاعها إلى عنصر واحد.

استنتاج

يتبين بعد تحليلنا لنص "بداية فعل التفلسف" للألماني فريدريك نيتشه، ان أول فيلسوف هو اليوناني طاليس، والذي دفع بنيتشه إلى اعتباره كذلك، هو مسلمته التي انطلق منها والتي تقول: بأن الماء هو أصل كل الأشياء، إن هذه المسلمة تتطرق لأصل الأشياء انطلاقا من مبدأ الكل الواحد، بمعنى تفسير الظواهر بإرجاع الكل إلى عنصر واحد، وهكذا، فالذي جعل من طاليس أول الفلاسفة ليس قوله بعنصر الماء، بل إرجاع الكل إلى مبدأ واحد، بمعنى إرجاع التعدد الكامن في الكون إلى مبدأ واحد، وبذلك تكون نشأة الفلسفة من الناحية الزمانية قد ارتبطت بالقرن السادس قبل الميلاد.

خلاصة تركيبية للمحور

نخلص في الأخير إلى أن ظهور التفكير الفلسفي كان في بلاد اليونان، وبالضبط في أوائل القرن السادس قبل الميلاد، ومثل ذلك إعلانا عن تجاوز للتفكير الأسطوري الخرافي، فكانت البداية الأولى مع الحكماء الطبيعيين الذين قدموا تفسيرات لنشأة الكون وطبيعته، لترقى الفلسفة للذروة في القرن الرابع قبل الميلاد تقريبا، مع عمالقة الفلسفة الكبار (سقراط، أفلاطون، أرسطو)، الذين وجهوا التفكير الفلسفي نحو دراسة الإنسان، وكان هذا التحول في الفكر البشري، نتيجة إيمان الفلاسفة الأوائل بقدرة العقل على كشف المجهول، مع تظافر مجموعة من الشروط التي سهلت ذلك، منها السياسية والإقتصادية والثقافية.

اقرأ المزيد

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-