أهمية وفوائد مهارة المناظرة وشروطها
![]() |
أهمية وفوائد مهارة المناظرة وشروطها |
مادام أن المناظرة لا نصادفها كثيرا في حياتنا اليومية، فإن ذلك يدفع البعض إلى النظر إليها باعتبارها سخافة ومضيعة للوقت، لكن هؤلاء هم من ينظرون إليها من بعيد، لأن المناظرة تنطوي على العديد من المهارات والمزايا التي يمكن لأي شخص أن يتعلمها إذا تمرن وتدرب عليها، فاكتساب هذه المهارات سيكون له، وبدون شك، قيمة عظيمة على الكثير من جوانب حياتنا، ونظرا لإيماننا بأهمية فن المناظرة، فإننا سنحاول أن نضع لكم من خلال هذا المقال دليلا شاملا يرشدكم لإتقان فن ومهارة المناظرة وأساسياتها، وبالتالي ننصحك بقراءة الموضوع كاملا، هذا طبعا إذا كنت من الذين يحبون هذا الفن.
محتويات الموضوع
- أهمية مهارة المناظرة وشروطها.
- تعريف مهارة المناظرة.
- الفرق المشكلة للمناظرة.
- أهمية المناظرة وفوائدها.
- قواعد المناظرة وشروطها.
- كيفية بناء حجج قوية في المناظرة.
- دحض حجج الفريق المقابل.
- عملية التحكيم في المناظرة.
تعريف مهارة المناظرة
إن كل من يسمع مصطلح المناظرة لأول مرة، مباشرة يطرح سؤالا مشروعا، ما هي المناظرة؟، وما علينا سوى الإجابة على ذلك، فالمناظرة هي شكل من أشكال الحوار والنقاش الذي يدور بين فريقين، أحدهما مؤيد لقضية أو فكرة أو موضوع ما، والآخر معارض له، وهو حوار ينضبط لقواعد وتوجيهات محددة، بحيث يحاول كل فريق إثبات صحة موقفه حول موضوع النقاش، والدفاع عنه وفي نفس الوقت محاولة إبطال رأي الفريق الآخر، وذلك من خلال استخدام الحجج والبراهين العلمية أو الثقافية أو الدينية ... أو غيرها، التي يسعى بها نحو إقناع الجمهور، وتتعلق مواضيع المناظرات غالبا بالقضايا الإجتماعية أو السياسية أو الدينية، أو العلمية أو غيرها، ولا يجب أن نغفل بأن هناك إمكانية لمشاركة الجمهور في المناظرة، وذلك من أجل الإستفسار حول نقاط معينة تخص القضية أو موضوع النقاش.
شاهد أيضا
الفرق المشكلة للمناظرة
إن أول شيء ينبغي أن يتوفر في المناظرة هو الموضوع أو القضية المتناظر حولها، أما عدد الفرق التي تشكل المناظرة فعادة ما تكون ثلاثة فرق، فأما الفريق الأول، فهو الفريق المؤيد للقضية أو موضوع النقاش، أما الثاني، فهو الفريق الذي يملك رأيا أو موقفا مخالفا لرأي الفريق الأول حول القضية المحددة للنقاش، وكل فريق منهما يقدم وجهة نظره الخاصة حولها، وغالبا ما يبدأ الفريق المؤيد للقضية أو الفكرة، وبعدا يتدخل الفريق المعارض له، ثم هناك فريق ثالث في عملية المناظرة، وهو لجنة التحكيم، ومهمة هذا الفريق هو تنسيق وتحكيم عميلة المناظرة، وأحيانا قد يصبح الجمهور طرفا من أطراف المناظرة، وذلك من خلال الاستفسار حول أفكار معينة جاء بها أحد الفريقين.
أهمية المناظرة وفوائدها
إن لفن المناظرة أهمية كبيرة على شخصية الفرد، فاكتساب مهارة المناظرة يعود على الشخص بفوائد كثيرة ومهمة، وهي الفوائد التي يمكنك الانتفاع بها في مختلف مجالات الحياة، ويمكن تلخيص أهمها في الآتي: إن فن المناظرة يساعدك على تطوير مهاراتك في النقاش والتحدث أمام الجمهور، بل أكثر من ذلك فمهارة المناظرة تشجعك على التحدث بأسلوب منظم، وهكذا فهي تعزز الثقة بالنفس لدى المتناظر، ثم إنها تمثل لك فرصة للتفكير في وجهات نظر ومواقف مختلفة حول موضوع واحد، وقد تكون هذه المواقف ووجهات النظر مغايرة عن وجهة نظرك الخاصة، وبذلك ستدرك بأن لذلك الموضوع جوانب أخرى مطروحة للنقاش، حينها ستتمكن من فهم الموضوع جيدا، مما يعني اكتسابك لمعارف متنوعة، فالمناظرة تعزز القدرة على التركيز والتفكير المنطقي، بل تقوي الرصيد اللغوي والفصاحة عند الفرد، ثم أنه بعد اكتسابك لمهارة المناظرة حتما ستتعلم أسلوبا في بناء الحجج المقنعة بنفسك، كما تعزز النقد البناء لدى الفرد... فهذه من أهم الفوائد التي يمكن أن تجنيها من خلال اكتسابك لفن أو مهارة المناظرة.
قواعد المناظرة وشروطها
هناك العديد من الشروط والقواعد التي ينبغي أن يلتزم بها جميع أطراف المناظرة، أولا، على المتناظرين الإلمام بقواعد وآداب المناظرة، ثانيا، على الأطراف المتناظرة الإلمام والمعرفة بقضية المناظرة، وامتلاك ما يكفي من البراهين والحجج والإثباتات لإقناع الجمهور والطرف الآخر، فلا فائدة من الدلائل الضعيفة، فالحجج الضعيفة من شأنها أن تؤول بالمناظرة إلى نتائج دون قيمة ولا يمكن الإعتماد عليها، ثالثا، يجب ألا تكون المواضيع من الأمور الواضحة، بل ينبغي أن تكون ذات أهمية بالغة، رابعا، ينبغي أن يكون هدف كل الأطراف هو تصحيح الأفكار حول القضية وتوحيدها، خامسا، على جميع أطراف المناظرة السعي نحو بلوغ الحقيقة بغض النظر عن من يمتلكها، سادسا، التحلي بالشفافية والموضوعية وترك العنصرية والتعصب للرأي.
كيفية بناء حجج قوية في المناظرة
إن بناء الحجج بطريقة صحيحة وقوية هو أهم شيء في المناظرة، لأن ذلك هو السبيل إلى الفوز، وهناك العديد من الطرق، من بينها تقسيم القضية إلى مجموعات حجج، فيكلف كل طرف بنوع من الحجج، أحدهم مثلا يتكلف بالحجج الإقتصادية والآخر بالإجتماعية... وهكذا، وأثناء المناظرة كل عضو في الفريق سيتكلف بالحديث عن جانب معين في القضية، وعلى كل عضو أن يقدم حجته بأسلوب واضح وبلغة مفهومة، وإذا أمكنك تقديم أدلة على حجتك من قبيل إحصاءات أو مراجع أو غيرها، سيكون ذلك أفضل، وحاول ما أمكن أن تشرح أهمية ذلك الدليل الذي قدمته.
دحض حجج الفريق المقابل
إن المناظرة تبنى على أساس تبادل الحجج حول قضية معينة، وبالتالي فمهما كان موقعك في المناظرة سواء مؤيدا أو معارضا، عليك أن تكون متمكنا من مهارة دحض حجج الفريق الآخر، والذي سيمكنك من دحض حجته، هو ضعف هذه الحجج، فمن الممكن أن تكون حججه متناقضة، وهذا يستدعي منك التركيز جيدا أثناء طرح حججه، لكن عليك أن تعلم أن دحضك لحجة الفريق الآخر، يتطلب منك تقدبم تفسيرات وحجج قوية لدعم موقفك، وإلا سيتمكن هو من دحض حججك نظرا لضعفها، وهكذا فمن الصعب أن تتمكن من دحض حجج الفريق المقابل، مادامت حجج قوية ومنطقية، لكن إذا تمكنت من دحضها رغم قوتها، فهذا معناه أنك ستحكم على فشل الفريق وانهيار حججه كاملة.
عملية التحكيم في المناظرة
تمثل عملية التحكيم بين الفريقين المرحلة الآخيرة في المناظرة، ومن خلالها يتم تحديد الفريق الفائز وذلك بناء على مجموعة من المعايير والقواعد الرئيسية، والتي يمكن حصرها في ثلاث نقط أساسية وهي: محتوى الفريق حول القضية: بمعنى الوقوف عند المضمون الذي جاء به الفريق حول الموضوع، والمتمثل في الحجج والأدلة ومدى قوة وترابط هذه الحجج، أسلوب ومنهج الفريق في الإلقاء: بمعنى الوقوف عند الطريقة والأسلوب الذي يتحدث به الفريق، ونخص بالذكر هنا، فصاحة اللغة ونبرة الصوت، ثم في الأخير الإستراتيجية المتبعة في بناء الخطاب: بحيث سيكون الفريق الأفضل هو الفريق الذي يتميز خطابه بالوضوح، وله أسلوب متميز في الرد على حجج الطرف المقابل، فهذه هي العناصر الثلاثة التي يجب أن تعتمد في عملية التحكيم، لكن هناك بعض المناظرات التي تتستغني عن هذه المرحلة، بحيث يترك للجمهور فرصة اختيار الجانب المناسب لهم من جانبي المناظرة، بل من الممكن أن يخصص بعض الوقت من أجل الإصغاء لأفكار الجمهور وآرائهم.
اقرأ المزيد